-->

 

 قصر هايمان المسكون! 


كانت ليلة شتاء باردة عندما تلقى يوسف مكالمة غريبة على هاتفه المحمول. كان يوسف شابًا عاديًا، يعمل في وظيفة مكتبية مملة، ويعيش حياة روتينية. لكنه كان يعشق القصص الغامضة والأساطير المحلية، وكان يبحث دائمًا عن مغامرات غير عادية. الصوت في المكالمة كان مشوشًا، لكنه تمكن من سماع بعض الكلمات: " قصر هايمان تعالى... بعد نص الليل..."




في البداية، ظن يوسف أن الأمر مجرد مزحة، لكن الفضول تغلب عليه. بحث عبر الإنترنت عن القصر المذكور، ليجد أنه كان موضوعًا للكثير من الأساطير المحلية، وقد قيل إنه مسكون بأرواح لا تُعد ولا تُحصى. بعد الكثير من التردد، قرر يوسف الذهاب لاستكشاف المكان.


وصل يوسف إلى القصر في منتصف الليل. كانت الرياح تعصف بشدة، والأشجار تتمايل بشكل مرعب حول المكان. القصر كان ضخمًا، ومعماره قديم جدًا، يحمل طابع القرن التاسع عشر. بوابة القصر كانت مفتوحة وكأنها تدعوه للدخول. عبر يوسف البوابة بحذر، وأضاء مصباحه اليدوي ليكتشف ممرًا طويلًا معتمًا، تملأه الغبار والشبكات العنكبوتية.




داخل القصر، كانت كل خطوة خطاها يوسف تصحبها أصوات غريبة، كأن الجدران تهمس بأسرار الماضي. الأثاث القديم كان مغطى بالأتربة، واللوحات العتيقة كانت تزين الجدران، وكل لوحة تحكي قصة غامضة. فجأة، سمع صوت ضحكة خافتة تأتي من الطابق العلوي. صعد يوسف السلم بحذر، ليجد نفسه في ممر ضيق مظلم.




استمر يوسف في استكشاف القصر بحذر، متنقلًا بين الغرف المظلمة. في إحدى الغرف، وجد دفتر مذكرات قديم. بدأ بقراءة الصفحات الأولى ليكتشف أنها تعود لصاحب القصر الأصلي، والذي كان عالمًا مهتمًا بعلم الخوارق. تحدثت المذكرات عن تجارب غامضة، وأرواح حبيسة، وقوة مظلمة كانت تسكن القصر.




في غرفة أخرى، وجد يوسف مرآة ضخمة، لكن انعكاسه كان غريبًا. عندما اقترب من المرآة، شعر ببرودة شديدة وكأن شيئًا يسحبه إلى داخلها. تراجع بسرعة، وأدرك أن القصر مليء بأسرار لا يمكن تفسيرها.




بعد ساعات من البحث، دخل يوسف إلى مكتبة ضخمة. رفوف الكتب كانت مليئة بالكتب القديمة والمجلدات المغبرة. جذب انتباهه كتاب ضخم وعليه رموز غريبة. فتح يوسف الكتاب ليجد نفسه محاطًا بدوامة من الظلام. بدأت الأضواء تتلاشى، وسقط الكتاب من يده، ليفتح تلقائيًا على صفحة معينة.




خرج من الكتاب كائن مظلم، له عيون حمراء مشتعلة. تحدث الكائن بصوت عميق: "لقد حررتني من سجن الأبدية. الآن، يجب أن تحل اللغز أو ستبقى هنا للأبد."




تم سحب يوسف فجأة إلى متاهة مظلمة تحت القصر. كانت الجدران تتحرك والأرضية تتهشم تحت قدميه. كان يسمع صرخات أرواح ضائعة، ويري أشباحًا تلاحقه في كل زاوية. لم يكن لديه أي خيار سوى التقدم، يبحث عن مخرج.




في وسط المتاهة، وجد يوسف حائطًا مليئًا بالرموز والألغاز. كل لغز كان يقوده إلى الآخر، وكل رمز كان يشير إلى مكان معين في المتاهة. استمر في حل الألغاز تحت ضغط الوقت، حيث بدأ يشعر بأن شيئًا مظلمًا يقترب منه.




بعد ساعات من البحث والتحليل، وجد يوسف نفسه أمام باب ضخم مرصع بالأحجار الكريمة. كان الباب يحمل رمزًا مشابهًا للرمز الذي وجده في الكتاب. فتح الباب ليجد غرفة ضخمة مضاءة بشموع قديمة. في وسط الغرفة كان هناك مذبح حجري، وعليه نصوص قديمة.




بدأ يوسف في قراءة النصوص بصوت عالٍ. كل كلمة كان يقرأها كانت تضيء الغرفة أكثر وأكثر. فجأة، بدأت الأشباح التي تطارده في التلاشي، وكائن الظلام بدأ يصرخ ويتلاشى أيضًا. في النهاية، انتهت الكلمات والنصوص، واختفى الكائن المظلم تمامًا.




استيقظ يوسف ليجد نفسه مستلقيًا على أرضية القصر الباردة، والشمس تشرق من النوافذ المهشمة. لم يكن يعرف ما إذا كان كل ما حدث حلمًا أم حقيقة. لكنه وجد الكتاب الملعون بجانبه، والرموز التي رسمها الكائن ما زالت محفورة في ذهنه.




خرج يوسف من القصر مسرعًا، لكنه لم يستطع نسيان ما حدث. كل ليلة، كان يرى الكائن في أحلامه، يسمع الأصوات، ويشعر ببرودة الغرف المظلمة. قرر يوسف البحث عن الحقيقة وراء هذا القصر، ليكتشف المزيد من الأسرار والرعب.




عاد يوسف إلى منزله وبدأ في البحث عن تاريخ القصر. اكتشف أنه بني في القرن التاسع عشر من قبل عائلة غنية كانت مهتمة بالسحر والخوارق. قرأ قصصًا عن اختفاءات غامضة وأحداث غير مفسرة حدثت داخل القصر. كما وجد مقالات تتحدث عن تجارب نفسية مرعبة تعرض لها من دخل القصر.




قرر يوسف العودة إلى القصر، ولكن هذه المرة كان مستعدًا. جمع الأدوات اللازمة، مثل الكاميرات، وأجهزة تسجيل الصوت، وكتب التعاويذ القديمة. استعان بخبير في الخوارق، الذي وافق على مرافقته في هذه المغامرة الخطيرة.




عاد يوسف إلى القصر مع خبير الخوارق، الذي كان يُدعى كريم. بدأوا في استكشاف القصر مرة أخرى، ولكن هذه المرة كانوا أكثر حذرًا. ثبتوا الكاميرات في كل غرفة، وأعدوا أجهزة تسجيل الصوت في الأماكن التي سمع فيها يوسف الأصوات الغريبة سابقًا.




عند دخول المكتبة، بدأ الكتاب الضخم يتحرك من تلقاء نفسه مرة أخرى. قرأ كريم الرموز وأدرك أنها تعاويذ قديمة تتعلق بأرواح محبوسة. فجأة، بدأ القصر يهتز، وأصوات الصراخ تملأ الأرجاء.




تمكن كريم من قراءة تعويذة طرد الأرواح، مما جعل الأشباح تتراجع. لكن الكائن المظلم ظهر مرة أخرى، غاضبًا أكثر من ذي قبل. بدأ الهجوم على يوسف وكريم، مستخدمًا قوته الغامضة. كان الوضع يزداد سوءًا، وكادت الأمل تتلاشى.




في اللحظة الأخيرة، تذكر يوسف نصًا من الكتاب يتحدث عن مفتاح للقضاء على الكائن المظلم. كان المفتاح موجودًا في غرفة سرية تحت القصر. بدأ يوسف وكريم في البحث عن هذه الغرفة، وكل لحظة تمر كانت تزداد الخطورة.




وجدوا الباب المؤدي إلى الغرفة السرية، وكان مغلقًا بقفل قديم. استخدم كريم تعويذة لفتح القفل، ودخلوا الغرفة ليجدوا صندوقًا قديمًا يحتوي على أداة سحرية. كانت الأداة عبارة عن خنجر مزين بالرموز القديمة.




بدأ الكائن المظلم يظهر بقوة أكبر، وكان يحاول منعهم من استخدام الخنجر. قرأ يوسف تعويذة من الكتاب وأمسك بالخنجر، ثم طعن الكائن به. بدأت صرخات الكائن تتلاشى، وظلت الظلام يتراجع حتى اختفى تماما. 




عادت الأمور إلى طبيعتها في القصر، وأصبحت الأجواء أقل توترًا. خرج يوسف وكريم من القصر، مرهقين ولكن راضين بأنهم نجحوا في إنهاء اللعنة. كان القصر هادئًا، والأشباح قد تحررت من قيودها.




أصبح يوسف بطلًا محليًا، تُروى قصته في كل مكان. لكنه لم يتوقف عند هذا الحد. قرر أن يستمر في البحث عن الأماكن المسكونة وحل ألغازها. أصبح هو وكريم فريقًا مشهورًا في عالم الخوارق، يكشفون أسرارًا جديدة في كل مغامرة.




وتظل الأسئلة مفتوحة: ماذا كان ذلك الكائن حقًا؟ هل هناك المزيد من الأسرار في القصر؟ هل ستكون هناك مغامرات أخرى أكثر رعبًا؟ انتظروا الجزء الثاني. 

Hakawena
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع الفانتازيا .

جديد قسم :

إرسال تعليق